قصة بطل «قراصنة
الكاريبي»
الحقيقي: قائد مسلم
قهر أسطورة الصليبيين وأنقذ حوالي 70 ألف مسلم
في عام 2003، عرضت الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وبريطانيا، الجزء الأول من فيلم قراصنة الكاريبي «لعنة اللؤلؤة السوداء»، الذي يحكي عن قصة القرصان جاك سبارو، وويل ترنر، لإنقاذ إليزابيث من قبضة بربروسا.
قامت شركة «والت ديزني» وشركة «بينا فيستا» بتوزيع الفيلم الذي أخرجه جوري فيربينسكي، وأنتجه جيري بروكهايمر، وألفه تيري روسيو، وتيد إليوت، وخصص له ميزانيه قدرها 140 مليون دولار، في حين أنه حقق إيرادات قدرها 654 مليون دولار حول العالم، بطولة جوني ديب «القرصان جاك سبارو»، أورلاندر بلوم «ويل ترنر»، كيرا ناتلي «إليزابيث»، جيفري راش «بربروسا».
ما يعرفه الناس عن بربروسا- بحسب الفيلم- أنه كابتن سفينه اللؤلؤة السوداء، ولكنه في البداية كان مساعدا لـ«سبارو»، وتمرد عليه واستولى على السفينة وصار قائداً لها، وأنه ذو اللحية الحمراء والعين الواحدة واليد المقطوعة والقدم الخشبية.
لكن ما لا يعرفه المشاهد عن بربروسا الحقيقي، أنه قائد مسلم اسمه خيرالدين بربروسا، لقب بـ«أمير البحر المتوسط»، ويختلف كثيرا عن ما رصده الفيلم في صورته الشريرة، حيث إنه صاحب بطولات ودور كبير في الحرب ضد الصليبيين، حسبما جاء في كتاب «100 من عظماء أمة الإسلام»، تأليف جهاد الترباني، وكتاب «مذكرات خير الدين بربروسا».
حارب كثيرًا من أجل الإسلام هو وأخوه «عروج»، ولقبا بالأخوان بربروسا وأسندت إليهما مهمة تسمي المهمة المستحيلة وهي الإبحار من أقصى شرق البحر المتوسط إلى أقصى غرب المتوسط في الأندلس ومحاربة أساطيل الجيوش الصليبية.
وبالفعل نفذا المهمة بنجاح رغم صعوبتها وصار اسم «الأخوان بربروسا» يرعب سفن الغزاة الصليبيين في كل بحار الأرض، وظلوا هكذا إلى أن سقط «عروج» وبرزت بطولات خير الدين الذي صمم على الأخذ بثأر أخيه، وجهز سفنه واتجه إلى تونس وحررها من الصليبيبن وتلاها الجزائر ثم جزر البليار الإسبانية.
وتمثلت أقوى انتصاراته في هزيمة أندريا دوريا – كان أسطورة الصليبين الذي سيقضي على الإسلام في البحر المتوسط- في معركة «بروزة» البحرية التي تعد أكبر معركة بحرية في تاريخ الإسلام، حيث تكون تحالف صليبي ضخم من 600 سفينة بها نحو 60 ألف جندي، وكان هدفهم هو إنهاء الإسلام كلية في البحر المتوسط.
على الصعيد الآخر، تألفت القوات العثمانية الإسلامية من 122 سفينة تحمل 22 ألف جندي فقط، وعلى الرغم من تفوق الصليبين في العدة والعدد، إلا أن «بربروسا» كان متفوقا عليهم بأنه كان متحكما في أسطوله، أما العدو فكان غير ذلك، حيث كانت بينهم عداوة وبغض لأنهم كانوا من أجناس وأعراق مختلفة ولا يربط بينهم أي رابط.
فجأة، وقع «دوريا» في خطأ، وهو أنه أمر أساطيله بالاقتراب من أسطول «بربروسا»، ولم يكن يعلم أنه تأخر كثيرًا في اتخاذ هذا القرار، لأنه باقترابه من أسطول بربروسا تمكن الثاني من محاصرة أسطوله بسهولة والقضاء عليهم.
انتصر «بربروسا» ودمر الأسطول الأوروبي، في يوم 4 من جمادي الأول 945هـ، و28 من سبتمبر 1538م، في معركة لم تستمر أكثر من 5 ساعات، وبهذا الانتصار الإسلامي الضخم، صارت البحرية الإسلامية العثمانية سيدة البحر المتوسط بلا منازع لمدة ثلاثة قرون متصلة، وقام السلطان سليمان القانوني بن سليم الأول، بتعيين بربروسا أميراً عاماً للأساطيل الإسلامية العثمانية المجاهدة في كل بحار الدنيا.
ولم يكتف بربروسا بهذا فقط، ولكنه شن حملات على الأندلس وأنقذ ما يزيد على 70 ألف مسلم ومسلمة بمن فيهم من أطفال ونساء وشيوخ.
ولم يكن بربروسا مقاتلا ومنقذا للمسلمين من أيدي الصليبيين فقط، ولكنه كان صاحب جانب إنساني، حيث كان يهتم بالفقراء والمساكين، وكانت غنائمه من الحروب يقوم بتوزيعها على الفقراء مجاناً.
أما السر وراء تمثيل «بربروسا» باللحية الحمراء والعين الحمراء واليد الواحدة فيكمن في تحريف لاسم شقيقه «عروج» إلى «بابا أروج» أو «بابا أروتس»، وتعني بالإيطالية الرجل صاحب اللحية الحمراء، لهذا امتلك بطل الفيلم لحية حمراء، أما سر العين الحمراء واليد المقطوعة موجود في استشهاد «عروج» حيث تكاثرت عليه جيوش الإسبان وهو يقاتل بيد واحدة وأبى الاستسلام، وأخذ ينظر إلى السماء وعيناه حمراوان وينتظر الشهادة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق