بحث كامل عن
فضــــــــل الأم
منسق
وجاهز للطباعةdoc ….Word
بسم الله الرحمن الرحيم
فضــــــــــــــل الأم
على
البسيطة من هذا الكون ثَمَّ مخلوقة ضعيفة، تغلب عليها العاطفة الحانية، والرقة الهاتنة، لها من الجهود
والفضائل ما قد يتجاهله ذوو الترف، ممن لهم أعين
لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم قلوب
لا يفقهون بها، هي جندية حيث لا جند، وهي حارسة حيث لا حرس،
لها من قوة الجذب ومَلَكة
الاستعطاف ما تأخذ به لبَّ الصبي والشرخِ كلَّه، وتملك نياط
العاطفة دقّها وجلِّها، وتحل منه محل العضو من الجسد، بطنها
له وعاء، وثديها له سِقاء،
وحجرها له حِواء، إنه ليملك فيها حق الرحمة والحنان،
لكمالها ونضجها، وهي أضعف خلق الله إنساناً، إنها مخلوقة
تسمى الأم، وما أدراكم ما الأم؟!
أم
الإنسان – عباد الله – هي أصله وعماده الذي يتكئ عليه، ويرد إليه وَاللهُ جَعَلَ لَكُم
من أنفسكم أَزوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم من أَزواجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً [النحل:72]. وكون الشيء
أصلاً وعماداً دليل بارز بجلائه على المكانة وعلو
الشأن وقوة المرجعية، ألا ترون أن أم البشر حواء، وأم القوم
رئيسُهم، وأم الكتاب الفاتحة، وأم
القرى مكة، وفي ثنايا العلوم كتاب الأم للشافعي رحمه
الله؟!
لماذا الحديث عن الأم؟
إننا
حينما نتحدث عن الأم فإننا نتحدث عنها على أنها
قرينةُ الأب، لها شأن في المجتمع المكوَّن من البيوتات،
والبيوتات المكونة من الأسر، والأسر
المكونة منها ومن بَعْلِها وأولادها، هي نصف البشرية،
ويخرج من بين ترائبها نصف آخر، فكأنها بذلك أمةٌ بتمامها،
بل هي تلد الأمة الكاملة، إضافة إلى ما
أولاه الإسلام من رعاية لحق الأم، ووضع مكانتها
موضع الاعتبار، فلها مقام في الحضانة، ولها مقام في الرضاع،
وقولوا مثل ذلك في النفقة والبرِّ
وكذا الإرث.
فالحديث
عن الأم إذاً يحتل حيزاً كبيراً من تفكير الناس، فكان
لزاماً على كل من يهيئ نفسه لخوض مثل هذا الطرح أن يكون
فكره مشغولاً بها، يفرح لاستقامة أمرها،
ويأسى لعوجه، ويتضرس جاهداً في الأطروحات المتسللة
لواذاً؛ ليميز الخبيث من الطيب، فلا هو يسمع للمتشائمين
القانطين، ولا هو في الوقت نفسه يلهث
وراء المتهورين.
والمرتكز
الجامع في هذه القضية، والذي سيكون ضحية التضارب
والمآرب، هي أمي وأمك وأم خالد وزيد، وحينئذ يجني الأولاد
على أمهاتهم، ويقطعون أصلاً وأُسًّا
قرره رسول الله لرجل حين جاء يسأله: { من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال:
ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك } [خرجاه في الصحيحين]. وسلام الله على نبيه
عيسى حين قال: وَبَراً بِوَالِدَتِي
وَلَم يَجعَلني جَباراً
شَقِياً [مريم:32].
............
..........
.......
0 التعليقات:
إرسال تعليق