بحث كامل عن
مصر قبل الإسلام
منسق وجاهز للطباعة Word ... doc
بسم الله الرحمن الرحيم
مصر قبل الإسلام
حملة
قمبيز بن قورش:
كان غزو
"قمبيز" لمصر عام (525 ق.م) من أسوأ الغزوات التي تعرضت لها البلاد؛ فقد
أعد قمبيز لحملته كل ما استطاع، ومالأه اليهود مقابل أن صرح لهم ببناء معبدهم في
أورشليم، فجعل من فلسطين قاعدة لتحركه نحو مصر، كما اكتسب بذلك ولاء اليهود الذين
كانوا في جيش مصر، وانحاز إلى قمبيز رجل إغريقي يُدعى "فانيس"، كان
قائدًا لفرقة مرتزقة في جيش مصر، ووشى فانيس بخطط المصريين لمقاومة الحملة، كما
أفاد قمبيز بدلالته على مسالك الصحراء، وتسهيل الاتصال ببدو سيناء لإمداده بالماء
والمئونة عبر الصحراء.
ومات فرعون مصر "أمازيس" وارتقى العرش
بعده ابنه الشاب "أبسماتيك الثالث" قبيل الغزو مباشرة، وسار قمبيز بجيشه
من غزة كما تحرك أسطوله من عكا، وكانت وجهته بيلوز "الفرما"، فهزم
أبسماتيك الثالث، وكانت المعركة الثانية في "عين شمس" ثم الثالثة في
"منف"، وهذا يعني أن قمبيز قد سلك الطريق نفسَه الذي سلكه عمرو بن العاص من
بعدُ، وفي منف وقع أبسماتيك أسيرًا، وسقطت عاصمته في يد قمبيز.
كان قمبيز ملكًا همجيًّا أَذَلَّ المصريين
إذلالاً مهينًا، فقد أجلس أبسماتيك وكبار رجال دولته عند مدخل المدينة، وألبس
ابنته وبناتهم ملابس الإماء التي تكشف عن أجسادهن العارية، وأجبرهن على حمل
جِرَارِ الماء والسير حفاة أمامه، وأمام الفرعون الأسير يسقين المنتصرين ويخدمنهم،
وعندما دمعت عينا أبسماتيك أمر به قمبيز فقُتل!!
وأراد قمبيز أن يواصل غزواته إلى النوبة، ولكنه
هُزِمَ فارتدَّ على أعقابه، ثم عاد فسيَّر جيشه من طيبة غربًا إلى الواحات الخارجة
ومنها إلى سيوة، ولكن ريحًا عاتية ثارت على الصحراء، فدُفِنَ هذا الجيش كله ولم
ينجُ منه أحد، ولا عثر عليه أحد بعد دخوله الصحراء! ولم يجد قمبيز بُدًّا من
العودة إلى فارس، ولكنه مات في الطريق عام (522 ق.م)، وقيل إنه انتحر.
وفي عام (341 ق.م) وجه الفرس حملة أخرى إلى مصر
برًّا وبحرًا، استطاعت أن تحتل مصر مرة أخرى، حتى غزاها الإسكندر الأكبر بعد تسع
سنوات.
حملة الإسكندر الأكبر
لقد خرج الإسكندر بجيشه من اليونان متجهًا شرقًا حتى عَبَرَ
الدردنيل، ثم اشتبك مع الفرس
عند نهر (جرانيق) الذي يصب في بحر مرمرة وهزمهم سنة (334 ق.م)، واجتاز هضبة
الأناضول إلى خليج الإسكندرونة، حيث هزم الفرس هزيمة ساحقة في إيسون، وَفَرَّ
"دارا الثالث" ملك فارس إلى بابل، ثم سار الإسكندر جنوبًا ففتح بلاد
الشام حتى وصل إلى مصر في جيش قوامه أربعون ألفًا، وأسطوله يبحر بحذائه في البحر،
وسار من غزة إلى بيلوز "الفرما" ثم إلى منف، في الطريق نفسِه الذي سلكه قمبيز من قبل وعمرو بن العاص من بعدُ، واستسلم مازاكيس - الوالي الفارسي -
للإسكندر دون مقاومة سنة (332 ق.م(
أنشأ
الإسكندر مدينة الإسكندرية، ثم سار غربًا حتى سيوة وعاد إلى منف، ثم غادر مصر عام
(331 ق. م) ليواصل فتوحاته، ولكنه توفي بالملاريا في 13 يونية عام (323 ق.م) وهو
في الثالثة والثلاثين من عمره.
وبعد
وفاته تمزقت إمبراطوريته، واقتسمها قادته من بعده، فكانت مصر من نصيب بطليموس بن
لاجوس، وبدأ حكم البطالمة لمصر سنة (306 ق.م)، وتتابع حكامهم حتى هزيمة القائد
الروماني أنطونيوس في معركة أكتيوم البحرية سنة (31 ق.م) على يد القائد الروماني
المنافس "أوكتافيوس"، الذى عُرِفَ بعد ذلك بالملك "أغسطس".
وهكذا
انتهت الفترة البطلمية التي عانى خلالها المصريون من التمايز الطبقي والمظالم
المادية، وفساد الإدارة، حتى تفككت الدولة، وضَعُفَ الجيش والأسطول، وبدأ الحكم
الروماني لمصر عام (30 ق.م) واستمر قرابة سبعة قرون، فكان أطول وأسوأ فترات
تاريخها.
...................
...........
0 التعليقات:
إرسال تعليق